Cerpen Bahasa Arab



حبّ صادق

          في مدينة صغيرة نظيفة و جميلة هناك المدرسة العامة الحكومية الثالثة. أطلق عليها الناس اسم المدينة التربوية مالانج. هنا يدرس عليّ و فاطمة. عليّ طالب ذكيّ مجتهد له معاشرة كريمة مع أصدقاءه حتى يكون طالبا مثاليا في المدرسة. المدرسون يحبّون عليّ كما يحب عليّ المدرسين.
          عنده صديق حميم اسمه سعد. الصداقة بينهما كا لعلاقة بين زهرة و نحل. لأن هذه الصداقة تكون منذ الصغر. ولا فرق بين هذه الصداقة و الأخوة. كلما سعد في حالة ضيّقة يساعد عليّ في المغالبة على مشكلته. و بالعكس كذلك. و كان يسرّ عليّ ما يسرّ سعد، ويحزن عليّ ما يحزن سعد. يا لها من صداقة جميلة.
          و فاطمة طالبة جميلة. هي بشاشة الوجه دائما. بسمتها تزيدها جمالا. هي طويلة القامة و هزيلة الجسم حتى تكون معبودة في مدرستها. هي و عليّ في فصل واحد وكذلك سعد. هم يدرسون بحماسة جيّدة. إضافة إلى ذلك يشتركون في هيئة الإسلام للدعوة. تستطيع هذه الهيئة أن تعطي الآثار في المدرسة. يشعر أغلب سكان المدرسة بالجوّ الروحي. بسبب كثير من الأنشطة التي تقام فيها.
          في ذلك الوقت رغب بعض المدرسين عن الدعوة الإسلامية قليلا و خصوصا مدرس الرياضة البدميّة. هو السيّد عمر. هو يمنع فاطمة و سارة عن تلبسا جلبابا (ملحفة) في وقت الرياضة. حينئذ عليّ و فاطمة وسعد و سارة يسعون إلى أن يحلّوا هذه المشكلة. حدث التعرض بين السيّد عمر (من المدرس) و عليّ (من الطلاب) في مناقشة شاقة. هذا هو الجدال بينهما:
قال عليّ          : من فضلك، لماذا تمنع فاطمة وسارة عن أن تلبسا جلبابا في وقت
                    الرياضة ؟
و قال السيّد عمر: هكذا، لا أمنع فاطمة ولا سارة عن أن تلبسا الجلباب ولكن في الرياضة يجب                        عليهما أن تطيعا النظام، لماذا هما مخالفتان النظام ؟ أنا لا أفهمهما !!
قال عليّ   : يا سيّد عمر، لدينا فكرة أن ذلك يخالف عقيدتنا. لماذا لا تفهمنا
                     يا سيد ؟  أ ليس ذلك يُخسّرك ؟
قال السيد عمر   : المشكلة هي أنهما مخالفتان للنظام، لا شيء آخر.            
عليّ               : يا سيّد هما غير مخالفتين النظام. يجب أن تعدل. سنشكو هذا الأمر إلى وزارة التربية الوطنية، بعد قليل تنتهي مناقشتنا. ثم نذهب إلى وزارة التربية الوطنية مباشرة. ولا نحتاج إلى وقت طويلة لنحلّ هذه المشكلة.
 بعد تلك الحادثة تشعر فاطمة بالعطف لعليّ. ولكنها لا تقدر أن تقول شيئا أمامه، إلاّ أن تدعو الله: "اللهمّ إن كنت تعلم أن رفيقي عليّ خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ثم بارك لي فيه، و إن كنت تعلم أن رفيق عليّ شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة  أمري فاصرفه عنّي واصرفني عنه واقدرلي الخير حيث كان ثمّ أرضني به"
          لقد مرّت بهم ثلاثة أعوام. يدرس عليّ و سارة في الجامعة الإندونسية. و يدرس سعد و فاطمة في الجامعة غاجة مادا.كانوا يمارسون انشطتهم مسرورين. يشتركون في مؤسّسة الدعوة في الجامعة. يقومون بالدعوة إلى الإسلام كلّ يوم. لا يعرفون معنى التعب والملل في ذلك حتّى لا يتّصل بعضهم ببعض كثيرا. وكان ذلك الحال لأنهم لا يدرسون في جامعة واحدة.
بينما كانت فاطمة تعمل في يوم شديد الحرارة تحت أشعّة الشمس المحرقة، شعرتبحزن شديد كاد أن ينهك قواها.لأنّها سمعت من صديقها سعد أنّ عليّا سيتزوّج بسارة.هذا خبر محزن شديد لفاطمة. و كيف لا ؟ وقد كان عليّ رجلا تحبّه هي كثيرا و كان يختار امرأة أخرى حتّى لا تستطيع أن تحضر في حفلة زفافه و كذلك سعد. سأل عليّ سعد، "لماذا أنت و فاطمة لا تحضران ؟" ما أجمل هذه الحفلة إذا حضرتما ولكن كان سعد لا يخبره شيئا عنها. شعر عليّ و فاطمة بالوخشة، لأنّ الصداقة بينهما قد انقطعت. ثمّ ألّفت فاطمة الكتاب مصحوبة بالحزن. تكلّم هذا الكتاب عن حبّ صادق حتّى ذاع صيتها بسببه و انتشر هذا الكتاب في معظم المجتمع. حين قرأت سارة كتابها كانت تعرف وتفهم جيّدا أنّها تحبّ ذلك الرجل كثيرا. ثمّ تذكّرت سارة الحادثة مضت في أعوام سالفة حتى غلب عليها الظنّ أنّ الرجل هو عليّ نفسه.
و كلّما تخبر سارة زوجه عليّ عن فاطمة التي تحبّه كثيرا كان عليّ لا يباليها. لأنّه لا يريد أن تحدث مشكلة في أسرته أو أسرة والديه إذا تزوّج مرّة ثانية. مع أنّ عليّا في الحقيقة يحبّ فاطمة أيضا. لو يعرف عليّ هذا الحال في الأوّل لتزوّج فاطمة. ولكن قد وعد عليّ أبا سارة أنّه لن يتزوّج مرّة ثانية. صار عليّ متحيّرا شديدا. وبعد ذلك تحثّ سارة عليّ على أن يلتقي بفاطمة في جوغجاكرتا، و تحثّ عليّ على أن يتزوّج بفاطمة...
حينئذ سمع أبو سارة أنّ عليّا يريد أن يتزوّج بفاطمة. فغضب عليه غضبا شديدا. كان أبو سارة يحاول إلى منع تلك الإرادة. ثمّ توجّه أبو سارة إلى جاكرتا ليوبّخ عليّا. ثمّ حدثت حادثة معضلة لعليّ. حينئذ دخل أبو سارة إلى بيت عليّ موبّخا عليّا مباشرة. ولكنّه يسكت حتّى رأت سارة هذه الحادثة فحزنت حزنا شديدا. ثمّ سقط مغميّة عليها.
و بعد ذلك رقّ أبو سارة قلبه على ابنته. حالتها مقلقة و درجة الحرارة أكثر من 40 درجة جيلجيوس و بوجهها شاحب وكان جسمها مرتجفا. بعد ثلاثة أيّام تفيق سارة و طلبت أن يتزوّج عليّ بفاطمة حتّى استلم أبوها بإرادتها و وافق على طلب ابنتها.
و أخيرا خطب عليّ فاطمة و استلمت هي خطبته. ثمّ يعجّل عليّ و أسرته حفلة الزفاف رجاء شفاء سارة. و لم يمض إلاّ بضع أياّم حتّى أسلمت سارة روحها مفارقة للدنيا ملاقية ربّها مبتسمة مبتهجة. إنّ لله و إنّ إليه راجعون.

SHARE

Milan Tomic

Hi. I’m Designer of Blog Magic. I’m CEO/Founder of ThemeXpose. I’m Creative Art Director, Web Designer, UI/UX Designer, Interaction Designer, Industrial Designer, Web Developer, Business Enthusiast, StartUp Enthusiast, Speaker, Writer and Photographer. Inspired to make things looks better.

  • Image
  • Image
  • Image
  • Image
  • Image
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

Post a Comment